منتديات فور ديزاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحباً بك يا زائر [ خروج ]


 

 نماذج من تدبر الرسول القرآن

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Mouh
المــــــديـر
المــــــديـر
Mouh


الـبلــد الـبلــد : الجزائر

ذكر

مـساهـماتــي مـساهـماتــي : 737

الــنـــــــقـــــــــاط الــنـــــــقـــــــــاط : 6852

العــــــــــــــــمر العــــــــــــــــمر : 34
الموقع الموقع : algeria

نماذج من تدبر الرسول القرآن Empty
مُساهمةموضوع: نماذج من تدبر الرسول القرآن   نماذج من تدبر الرسول القرآن Emptyالأحد يوليو 08, 2012 8:39 pm








نماذج من تدبر الرسول القرآن



وشدة وقع بعض الآيات والسور عليه صلى الله عليه وسلم



أود
هنا عرض بعض الأمثلة لتدبر الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن وتأثره به
وتأثير بعض الآيات والسور عليه - على الخصوص – فشيبته عليه الصلاة والسلام
سورة هود وأخواتها (
هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) كما ورد في الحديث، ومن الآيات ما أبكت الرسول الحبيب وذرفت لها عيناه صلى الله عليه وسلم من خشية الله. من ذلك:
- الآيتان 41-42 من سورة النساء


- الآية 118 من سورة المائدة


- الآيات 190-194 من سورة آل عمران


- الآيات 67-71 من سورة الأنفال


- هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ
لنستعرض تلك الآيات مع شرحها فيما يلي تِباعاً إن شاء الله.



· المثال الأول: الآيتان 41-42 من سورة النساء

قال تعالى:﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (41) يَوْمَئِذٍ
يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ
الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42)
النساء: ٤١ – ٤٢

في «صحيح البخاري»: أنّ عبد الله بن مسعودقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم" اقرأ علي " فقلت: يا رسول الله، آقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال:" نعم إني أحب أن أسمعه من غيري" فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً فقال: " حسبك الآن " فإذا
عيناه تذرفان، ورواه هو ومسلم أيضاً من حديث الأعمش به، وقد روي من طرق
متعددة عن ابن مسعود، فهو مقطوع به عنه. ورواه أحمد من طريق أبي حيان وأبي
رزين عنه
.

* من تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) : ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداًيعني بذلك جلّ ثناؤه: إن الله لا يظلم عباده مثقال ذرّة، فكيف بهم ﴿ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ يعني: بمن يشهد عليها بأعمالها، وتصديقها رسلها، أو تكذيبها، ﴿ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـؤُلاء شَهِيداً يقول:
وَجِئْنَا بك يا محمد على هؤلاء: أي على أمتك شهيداً، يقول: شاهداً. كما:
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدّي:
﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـؤُلاء شَهِيداً قال:
إن النبيين يأتون يوم القيامة، منهم من أسلم معه من قومه الواحد والاثنان
والعشرة وأقلّ وأكثر من ذلك، حتى يؤتى بقوم لوط صلى الله عليه وسلم لم يؤمن
معه إلا ابنتاه، فيقال لهم: هل بلغتم ما أرسلتم به؟ فيقولون: نعم، فيقال:
من يشهد؟ فيقولون: أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فيقال لهم: أتشهدون أن
الرسل أوْدَعوا عندكم شهادة، فبم تشهدون؟ فيقولون: ربنا نشهد أنهم قد بلغوا
كما شهدوا في الدنيا بالتبليغ! فيقال: من يشهد على ذلك؟ فيقولون: محمد صلى
الله عليه وسلم. فيدعى محمد عليه الصلاة والسلام، فيشهد أن أمته قد صدقوا،
وأن الرسل قد بلَّغوا. فذلك قوله:
﴿ وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَـٰكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، قال: قال ابن جريج: قوله: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ قال: رسولها، فيشهد عليها أن قد أبلغهم ما أرسله الله به إليهم؛ ﴿ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـؤُلاء شَهِيداً قال:
كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا أتى عليها فاضت عيناه. حدثنا ابن حميد،
قال: ثنا يحيـى بن واضح، قال: ثنا الحسن، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، في
قوله:
﴿ وَشَـٰهِدٍ وَمَشْهُودٍ قال: الشاهد محمد، والمشهود: يوم الجمعة. فذلك قوله: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـؤُلاء شَهِيداً .

* ومن تفسير الجامع لأحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) : ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداًفتحت
الفاء لالتقاء الساكنين، و «إذَا» ظرف زمان والعامل فيه «جِئْنَا». ذكر
أبو الليث السمرقندي: حدثنا الخليل بن أحمد قال حدّثنا ابن منيع قال حدّثنا
أبو كامل قال حدّثنا فضيل عن يونس بن محمد بن فضالة عن أبيه

" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم في بني ظَفر فجلس على الصخرة
التي في بني ظفر ومعه ابن مسعود ومعاذ وناس من أصحابه فأمر قارئاً يقرأ حتى
إذا أتى على هذه الآية { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ
بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً } بكى رسول الله صلى
الله عليه وسلم حتى اخضلت وجنتاه؛ فقال: «يارب هذا على من أنا بين
ظهرانيهم فكيف من لم أرهم» "
وروى البخاري عن عبد الله قال:
" قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ علي» قلت: أقرأ عليك وعليك
أنزل؟ قال: «إني أحب أن أسمعه من غيري» فقرأت عليه سورة «النساء» حتى بلغت {
فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ
هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً } قال: «أمسِك» فإذا عيناه تذرفان "
وأخرجه
مسلم. وقال بدل قوله «أمسِك»؛ فرفعت رأسي ـ أو غمزني رجل إلى جنبي ـ فرفعت
رأسي فرأيت دموعه تسيل. قال علماؤنا: بكاء النبي صلى الله عليه وسلم إنما
كان لعظيم ما تضمنته هذه الآية من هَوْل المطلع وشدّة الأمر؛ إذ يؤتى
بالأنبياء شهداء على أممهم بالتصديق والتكذيب، ويؤتى به صلى الله عليه وسلم
يوم القيامة شهيداً. والإشارة بقوله «عَلَى هَؤلاَءِ» إلى كفار قريش
وغيرهم من الكفار؛ وإنما خص كفار قريش بالذكر لأن وظيفة العذاب أشدّ عليهم
منها على غيرهم؛ لعنادهم عند رؤية المعجزات، وما أظهره الله على يديه من
خوارق العادات. والمعنى فكيف يكون حال هؤلاء الكفار يوم القيامة
﴿ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً أمُعذبين
أم منعّمين؟ وهذا استفهام معناه التوبيخ. وقيل: الإشارة إلى جميع أمته.
ذكر ابن المبارك أخبرنا رجل من الأنصار عن المِنْهال بن عمرو حدّثه أنه سمع
سعيد بن المُسَيِّب يقول: ليس من يوم إلاّ تُعرض على النبي صلى الله عليه
وسلم أمته غُدوةً وعشيةً فيعرفهم بسيماهم وأعمالهم فلذلك يشهد عليهم؛ يقول
الله تبارك وتعالى
﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ يعني بنبيّها ﴿ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً وموضع
«كَيْفَ» نصب بفعل مضمر، التقدير فكيف يكون حالهم؛ كما ذكرنا. والفعل
المضمر قد يسدّ مسدَّ «إذَا» والعامل في «إذا» «جِئْنَا». و «شَهِيداً»
حال. وفي الحديث من الفقه جواز قراءة الطالب على الشيخ والعرض عليه، ويجوز
عكسه. وسيأتي بيانه في حديث أُبي في سورة «لم يكن»، إن شاء الله تعالى. و
«شهيدا» نصب على الحال. اهـ


* ويعلق محمد الطاهر ابن عاشور (ت 1393 هـ)في
تفسيره (تفسير التحرير والتنوير) «... وكما قلت: إنه أوجز في التعبير عن
تلك الحال في لفظ "كيف" فكذلك أقول هنا: لا فِعل أجمع دلالة على مجموع
الشعور عند هذه الحالة من بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنّه دلالة
على شعور مجتمعٍ فيه دلائلُ عظيمة: وهي المسرّة بتشريف الله إيّاه في ذلك
المشهد العظيم، وتصديقِ المؤمنين إيّاه في التبليغ، ورؤيةِ الخيرات التي
أنجزت لهم بواسطته، والأسفِ على ما لحق بقية أمّته من العذاب على تكذيبه،
ومشاهدةِ ندمهم على معصيته، والبكاء ترجمانُ رحمةٍ ومسرّة وأسف وبهجة.
. «

* أما الألوسي (ت 1270 هـ) في تفسير روح المعاني يقول ملاحظاً : «فإذا كان هذا الشاهد تفيض عيناه لهول هذه المقالة وعظم تلك الحالة، فماذا لعمري يصنع المشهود عليه؟! وكأنه بالقيامة وقد أناخت لديه.».

* ويوضح محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) في (خواطري حول القرآن الكريم): ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداًوساعة
تسمع كلمة " كيف " فاعرف أن هناك شيئا عجيبا، تقول مثلاً: أنت سببت
السلطان فكيف إذا واجهوك ووجدته أمامك ماذا تفعل؟ كأن مواجهة السلطان ذاتها
مسألة فوق التصور.. فكل شيء يتعجب منه يؤتى فيه بـ " كيف " ، ومثال ذلك
قوله الحق:
﴿ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ [البقرة:
28]. وهذا يعني تعجيبا من مصيبة وكارثة هي الكفر بالله، فقولوا لنا: كيف
جاءت هذه؟ إنها مسألة عجيبة، ونقول: فكيف يكون حال هؤلاء الكافرين، كيف
يكون حال هؤلاء العٌصاة، في يوم العرض الأخير،
﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ و " الشهيد " هو: الذي يشهد ليقرر حقيقة، ونحن نعلم أن الحق أخبرنا: ﴿ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ [فاطر: 24]. وهذا النذير شهيد على تلك الأمة أنه بلغها المنهج، ورسول الله صلى الله عليه وسلم شهيد على أمته أنه بلغ، فقوله: ﴿ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ من هم؟ ننظر قوله: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وهو رسولها الذي بلغ عن الله منهجه، وكيف يكون الموقف إذا جاء وقال: أنا أبلغتهم الموقف ولا عذر لهم لأنني أعلمتهم به، ﴿ وَجِئْنَا بِكَ يا محمد - صلى الله عليك وسلم ﴿ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ فهل
المعنى بـ " هؤلاء " هم الشهداء الذين هم الرسل أو على هؤلاء المكذبين لك؟
وتكون أيضاً شهيداً على هؤلاء مثلما أنت شهيد على أمتك؟ إن كلا من الحالين
يصح، لماذا؟ لأن الله جاء بكتابه المعجزة وفيه ما يثبت أن الرسل قد بلغوا
أممهم، فكأن الرسول حين سُجل في كتابه المعجزة وكتابه المنهج أن الرسل قد
بلغوا أممهم فهو سيشهد أيضاً: هم بلغوكم بدليل أن ربنا قال لي في كتاب
المعجزة وفي المنهج. ويكون رسولنا شهيداً على هؤلاء المكذبين الذين أرسل
إليهم وهم أمة الدعوة فالمعنى هذا يصلح، وكذلك يصلح المعنى الآخر. ولا يوجد
معنى صحيح يطرد معنى صحيحا في كتاب الله، وهذه هي عظمة القرآن. إن عظمة
القرآن هي في أنه يعطي إشعاعات كثيرة مثل فص الماس، فالماس غالٍ ونفيس؛
لأنه قاسٍ ويُكسر به وكل ذرة فيه لها شعاع، المعادن الأخرى لها إشعاع واحد،
لكن كل ذرة في الماس لها إشعاع؛ ولذلك يقولون إنه يضوي ويتلألأ، فكل ذراته
تعطي إشعاعاً. والحق سبحانه وتعالى يوضح: أن حال هؤلاء سيكون فظيعاً حينما
يأتي يوم العرض يوم القيامة، ويقولون: إننا بلغناكم، أو الحق سبحانه
وتعالى عرض هذه المسألة بالنسبة للرسل وأممهم، وبالنسبة لسيدنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأمته أو للأمم كلها، فنحن أيضاً سنكون شهداء:
﴿ لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً [البقرة:
143]. وهذه ميزة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم لأن أمة محمد هي الأمة
الوحيدة التي أمنها الله على أن يحملوا المنهج إلى أن تقوم الساعة، فلن
يأتي أنبياء أبداً بعد رسول الله، فيقول:
﴿ لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً إذن فنحن بنص هذه الآية أخذنا امتداد الرسالة. » ... »
فإذا كان الشهيد بكى من وقع الآية فكيف يكون حال المشهود عليه؟ الشهيد
الذي سيشهد بكى من الآية، نعم؛ لأنك تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ملئ قلبه رحمة بأمته؛ ولذلك قلنا: إن حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على
أمته جعل ربه يعرض عليه أن يتولى أمر أمته، بعد أن علم سبحانه مدى عنايته
صلى الله عليه وسلم بهذه الأمة
:﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ]الشعراء: 3[.
فأمر أمته صلى الله عليه وسلم كان يقلقه جداً على الرغم من أن الحق سبحانه
قد أوضح له: أنت عليك البلاغ وليس عليك أن تهدي بالفعل، وهو صلى الله عليه
وسلم يعرف هذا. إنما حرصه ورحمته بأمته جعله يحب أن يؤمنوا، وعليه الصلاة
والسلام خاف على أمته من موقف يشهد فيه عليهم ضمن من سيشهد عليهم يوم
الحشر. فلما رأى الحق سبحانه وتعالى أن رسوله مشغول بأمر أمته قال له: لو
شئت جعلت أمر أمتك إليك
. وانظر إلى العظمة المحمدية والفهم عن الله، والفطنة، فقال له: لا يا رب. أنت أرحم بهم مني. وكأنه صلى الله عليه وسلم يقول للخالق:
" أتنقل مسألتهم في يدي وأنا أخوهم، إنما أنت ربي وربهم، فهل أكون أنا
أرحم بهم منك؟ لقد كان من المتصور أن يقول رسول الله: نعم أعطني أمر أمتي
لكنه صلى الله عليه وسلم قال: يا رب أنت أرحم بهم مني. فكيف يكون ردّ الرب
عليه؟. قال سبحانه: فلا أخزيك فيهم أبداً، وسبحانه يعلم رحمة سيد البشر
محمد صلى الله عليه وسلم بأمته
". عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: " رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني.. " وقول عيسى عليه السلام: " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " فرفع يديه وقال:
" اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد وربك
أعلم فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله فأخبره رسول
الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم، فقال الله: " يا جبريل اذهب إلى
محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك
". ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا أي كيف يكون حال هؤلاء العصاة المكذبين.. ﴿ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ أنه أدّى وبلغ عن الله مراده من خلقه. ﴿ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً ؟ ويقول الحق من بعد ذلك: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ... .«.

* وفي ظلال القرآن/ لسيد قطب (ت 1387 هـ) : «
ثم يختم الأوامر والنواهي، والتحضيض والترغيب، بمشهد من مشاهد القيامة؛
يجسم موقفهم فيه، ويرسم حركة النفوس والمشاعر كأنها شاخصة متحركة.. على
طريقة القرآن في مشاهد القيامة
:﴿
فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيداً! يومئذ يود
الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض، ولا يكتمون الله حديثاً
..
إنه يمهد لمشهد القيامة، بأن الله لا يظلم مثقال ذرة.. وإذن فهو العدل
المطلق الذي لا يميل ميزانه قيد شعرة.. وأنه يضاعف الحسنات ويؤتي فضلاً
عنها أجراً من لدنه عظيماً.. فهي الرحمة إذن لمن يستحقون الرحمة؛ والفضل
المطلق لمن كانوا يرجون الفضل، بالإيمان والعمل
..
فأما هؤلاء. هؤلاء الذين لم يقدموا إيماناً، ولم يقدموا عملاً.. هؤلاء
الذين لم يقدموا إلا الكفر وسوء العمل.. فكيف يكون حالهم يومذاك؟ كيف يكون
الحال، إذا جئنا من كل أمة بشهيد - هو نبيها الذي يشهد عليها - وجئنا بك
على هؤلاء شهيداً؟ وعندئذ يرتسم المشهد شاخصاً.. ساحة العرض الواسعة. وكل
أمة حاضرة. وعلى كل أمة شهيد بأعمالها.. وهؤلاء الكافرون المختالون
الفخورون الباخلون المبخلون، الكاتمون لفضل الله، المراءون الذين لم يبتغوا
وجه الله.. هؤلاء هم نكاد نراهم من خلال التعبير! واقفين في الساحة وقد
انتدب الرسول صلى الله عليه وسلم للشهادة! هؤلاء هم بكل ما أضمروا وأظهروا.
بكل ما كفروا وما أنكروا
. بكل ما اختالوا وما افتخروا. بكل ما بخلوا وبخلوا. بكل ما راءوا وتظاهروا..
هؤلاء هم في حضرة الخالق الذي كفروا به، الرازق الذي كتموا فضله وبخلوا
بالإنفاق مما أعطاهم. في اليوم الآخر الذي لم يؤمنوا به. في مواجهة الرسول
الذي عصوه.. فكيف؟؟؟ إنها المهانة والخزي، والخجل والندامة.. مع الاعتراف
حيث لا جدوى من الإنكار
..
والسياق القرآني لا يصف هذا كله من الظاهر. إنما يرسم " صورة نفسية " تتضح
بهذا كله؛ وترتسم حواليها تلك الظلال كلها. ظلال الخزي والمهانة، والخجل
والندامة
:﴿ يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوّى بهم الأرض، ولا يكتمون الله حديثاً! ومن خلال اللمسات المعبرة في الصورة الحية، نحس بكل تلك المعاني، وبكل تلك الانفعالات، وهي تتحرك في هذه النفوس. . نحس
بها عميقة حية مؤثرة. كما لا نحس من خلال أي تعبير آخر.. وصفي أو تحليلي..
وتلك طريقة القرآن في مشاهد القيامة، وفي غيرها من مواضع التعبير
بالتصوير»
.


- الآيتان 41-42 من سورة النساء


- الآية 118 من سورة المائدة

- الآيات 190-194 من سورة آل عمران

- الآيات 67-71 من سورة الأنفال

[/center]


عدل سابقا من قبل Mouh في الأحد أبريل 27, 2014 10:26 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Mouh
المــــــديـر
المــــــديـر
Mouh


الـبلــد الـبلــد : الجزائر

ذكر

مـساهـماتــي مـساهـماتــي : 737

الــنـــــــقـــــــــاط الــنـــــــقـــــــــاط : 6852

العــــــــــــــــمر العــــــــــــــــمر : 34
الموقع الموقع : algeria

نماذج من تدبر الرسول القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: نماذج من تدبر الرسول القرآن   نماذج من تدبر الرسول القرآن Emptyالسبت سبتمبر 15, 2012 11:00 am

1+
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
azablak
عضو جديد
عضو جديد
azablak


الـبلــد الـبلــد : الجزائر

ذكر

مـساهـماتــي مـساهـماتــي : 17

الــنـــــــقـــــــــاط الــنـــــــقـــــــــاط : 255


نماذج من تدبر الرسول القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: نماذج من تدبر الرسول القرآن   نماذج من تدبر الرسول القرآن Emptyالخميس مارس 07, 2013 8:09 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nine
فريق المساعدة
فريق المساعدة
nine


الـبلــد الـبلــد : الجزائر

ذكر

مـساهـماتــي مـساهـماتــي : 39

الــنـــــــقـــــــــاط الــنـــــــقـــــــــاط : 615


نماذج من تدبر الرسول القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: نماذج من تدبر الرسول القرآن   نماذج من تدبر الرسول القرآن Emptyالأحد مارس 02, 2014 3:44 pm

مميز على العموم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nine
فريق المساعدة
فريق المساعدة
nine


الـبلــد الـبلــد : الجزائر

ذكر

مـساهـماتــي مـساهـماتــي : 39

الــنـــــــقـــــــــاط الــنـــــــقـــــــــاط : 615


نماذج من تدبر الرسول القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: نماذج من تدبر الرسول القرآن   نماذج من تدبر الرسول القرآن Emptyالأحد مارس 02, 2014 3:45 pm

مميز على العموم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نماذج من تدبر الرسول القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تأملات في تعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن الكريم
» أقصر آية في القرآن الكريم
» عائشة رضي الله عنهافي عهد الرسول
» اهمية الصلاة علي الرسول صلي الله عليه وسلم
» هذه معلومات وارقام فى القرآن الكريم ضرورى معرفتها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات فور ديزاد :: المنتديات الإسلامية على مذهب السنة و الجماعة :: المنتدى الإسلامي العام :: القرآن الكريم-
انتقل الى: